..!!! أكــرهك يا .. أمـــي
--------------------------------------------------------------------------------
قصــة .. لا تندرج تحت قائمــة القـصص
و أحـــداث .. يشيـب لها رأس الطفــل
و تكفـــهر له وجوه الخـــــــلائـق
قبـــل أن أكمـــل .. أقســـم ..
بأن القصــة .. حقيقـــية
و ليست قصة لمسلسل درامي .. أو فلم تراجيدي
هي حقــا ً حدثت ..
..×..
و ستعـــرفون الآن أحداثهـــا
..×..
آه .. لفظـــتها ..
و آهـاات متـواليـة .. لم تعرف معنــى الــراحة .. لم تعــرف معنــى الأمــان
لم تحـظى بمعنـى الطفـــولة .. تدُمـرت قبـل أن تكتـــمل ..
فتــاة صغيــرة .. رسمت لنفســها أحلاما ً كبيــرة ..
و لكـــنها ما لبثـت أن تجــرعت شتى أنواع العــذاب ..
عـــاشت ما لا يقـــدر الرجــل على عيـشه ..
عـاشت الخــوف .. عــاشت الرعب .. عــاشت العذاب ..
..×.. عــــاشت حيــاة ميتـــة ..×..
إن كنتــم قـادرين على المتــابعـة .. فأرجــوكم أمسكــوا دمـوعكــم ..
فلا أريــد أن أسبب لكــم دمعــة .. فقــد لفظــت عيوني الدموع بشتى أنــواعها ..
..×..
ولــدت تلك الطفـلة الصغيرة >> رؤى << .. و قــد كان مولدها كميــلاد صلة وطيــدة قـوية بين أبويــها ..
قد كــانت فتــاة جميلـة .. رائعــة بمعنى الكلــمة
بيضــاء كقطعـة الثلــج .. ذات عينان فاتحتــان و فم صغيــر رائــع ..
لا أتكلـــم عن فتاة من القصص الخــرافيــة .. هي فتاة حقيقــة ..
عاشـت رؤى مع والــديها بسعــادة في بداية أيــامها و سنينـــها ..
أول كلمــاتها .. كأي طفــل آخــر ..
يقـــولها بفـرح و ابتهـــاج
مــاآما .. بـــاآبا
و فرح الأبويــن فرحا ً لا يــوصف .. يضمـانها و يعانقانهــا و يقبلانها فرحيــن .. و السعادة تغمرهمــا ..
كأي أبــــوين
كبـرت رؤى .. و التحــقت بالمــدرسة .. و كانت في كل يوم تخرج من بوابة المدرســة
تجري مسرعة لتجــد والدها بانتـــظارها
لحـــظات .. رائـــعة
تغمـــر كل طفلة .. بالفــرح
و لكــــن .. ربــما القصـــة فــي البـــداية
فقـــط .. البـــــدايــة
في يــوم دخــلت رؤى المـــنزل .. بعد أن أوصلــها سائـق العائلة
فأمهــا أصبحت مشغــولة .. و والــدها لديه الكثيــر من الأعمــال و الاجتمــاعات التي تمنعه من أن يلقاها في المدرسة ..
و يستقبلها كمــا اعتــادت ..
دخلــت .. و فــوجئت بكلــمة .. لــم تعــرف معاناها آن ذاك
كلمـــة .. حفــرت في صميمهــا
..×.. طـــاآلـق ..×..
صرخ بها والدهـا لوالدتهــا ..
* و لكن ما معنــى طالق يا أبـي ؟؟ *
طرقت تلك الجملــة مخيلتهــا .. ما هي طــالق
و لكنهـــا علمت فيما بــعد
طالق بأن أفارق حضــن ماما .. طالق بأن أبقــى وحدي .. طالق بأن لا أرى ملاكي ماما
لمــــــــاااآآذا
كلمــات لفظتــها فتاة ذات 7 سنــوات
و هي تبكـــي و دمــوعها تتســاقط على دميتهــا ..
و هي تنظــر إلى ماما تغــادر مملكتهـــا .. دون أن تلتفــت إليها حتى
دون أن تعــانقهــا كما اعتــادت أن تدفئهــا و تضمهــا بالحنان
دون أن تقــول .. أحبـــك رؤى ..
جرت إلى غرفتهـــا .. و رمت بنفسها على الســـرير .. تجهـــش نفسها بالبـــكاء ..
و تصــــرخ آهاتها
تـــركت على هذه الحـــال .. إلى أن جائتهـــا الصـدمة الحقيقـــية ..
ففـي اليوم التــالي ..
دخلت تلك المـرأة الشــابة المتعطرة المتزكـرشة
بصحبــة والدها ..
و هي ترقبهم متمسكة بالدميــة
علمت أنهــا الوالدة الجديـدة .. ربما أنهــا أحست بشيء من الفــرح
فهي لا تعلم سوى أنها ماما جديــدة
و ذهبت لتعــانقها ..
والدة جديـدة ..
ستحبـــها .. ستهتم بهــا .. ستلعب معهــا .. ستداعبها و تداعب قلبهــا المرهف
هــذا ما طرأ على تفكيـر تلك الصغيــرة ..
و لكــن منذ جاءت .. تلك الشـابة
شيئا فشيئا .. منعتها من زيارة بيت عمهــا .. قد كانت تهوى الذهــاب إليهم
و تعتبــرهم إخوتها و أخواتها اللذين لم تلدهــم أمها
لقـــد بدات تلك الأفعــى ترسم و تخطط
ثــــم بدأت تحيــك شباكهــا .. و الأب قد انشغــل كثيرا في عملــه
فلا يدخــل البيت إلا نادرا ً
و في يوم .. بينما كانت نائمــة .. و الأحلام تتــراقص بين أبصارها
استيقــظت على صوت صراخ تلك الأفعــى .. و قامت بكل قسـوة بامساكها من ملابسهــا
ثم سحبتهــا دون رأفة
و نزلت فيها الســـلم .. حتى الطابق السفــلي " السرداب "
و هنـــاك فتحت غرفـة مظلمــة .. لا يوجد فيهــا شي .. فقط الرعب و الذعر المرسوم عليهــا
رمتهــا هناك و أوصدت البــاب عليها .. تاركة إياها وحيدة
تهامس الجدران و حتى الدميــة لم تستطع أخذها ..
ظلــت هناك .. عند الزاويــة و قد ضمت رجلاها إلا صدرهــا .. و عيونها تسكب الدمع الصــامت
بقيت على هذه الحالة .. حتى يحين موعد الغــداء الذي يأتي فيه الوالد
فتخــرجها و تتوعدها بالوعيد إن نطقت بهمــس حرف .. و تخاف الصغيــرة
فلااا تنطق ..
و عندمــا يغادر الوالد المنـــزل بعد أن يكون قد أخذ قيلولة مريحــة ..
تأتي مرة أخــرى تلك الشريرة .. و تأخذ الصغيـرة إلى ذلك الجحــر المخيــف
تصرخ .. و لكن صرخات تتكتــــم بضربات مبرحة
فتصمــت .. و يخيم الانطباق على فمها الصغير
ثم تُرمى في تلك الغــرفة المرعبة الصغيــرة
و تظــل هنــاك .. لااا تخــرج بتاتــا ً ..
حتى اليوم التالــي .. في موعد الغــداء
كان الرعب يخيـــم على قلبها النابض الصغيـــر
و الخـــوف يسيطــر على أركان فؤادها
و محـــاجرها قد أسكبـــت دمعا ً منقطــع النظيـر
تلونت أسفل عيون تلك الصغيــرة الهالات الســوداء
أصبـــحت كالعجــوز الطاعنة بالسن
و هي لاتزال غرة صغيرة
جميــلة لا تخفي الأحزان جمالها الإلهي
توالت الأيـــام .. و الشـــهور .. و السنيـــن أيضا ً
و لا تزال المسكينــة على الحال نفسها
تهامس نفسهــا .. و تسمع الأصـــوات المرعبة في دجى الليل
اعتقـــدت أنها قد أصبحت مجنـــونة ..
لكــن هذه الأصــوات .. تبدو حقــا ً .. حقيقـــية
فعلــمت أنها ربما زوجة أبيها الشريرة ..
و لكنهـــا بدت رجـــولية أكثر ..
أكثــــــر خشونة ..
و هي ليست طفلة كي لا تميـــز ذلك
فعمـــرها الآن 13 عــاما ً
و هي ما تـــزال حبيسة ذلك الجحـــر المظلم
و فــي يوم .. و بعــد أن جفت عينيها من الدمــع
و أصبحــت هزيلــة ..
بينمــا كانت حبيســة تلك الغرفة .. خــرج الوالـــد للعمـــل
و قد كانت هي محبــوسة .. لا ترى والدها
أو تودعــه .. أبدا ً
لــــكن .. ربــما
حــانت .. الخـــاتمة
حان الآن خاتمـــة الألـــم و الالتيـــاع
فربنـــا .. يمهــل للظالم العاصي .. و لكن حاشاهـ أن يهمــل عبده المظلـوم المترجــي
فسبحــان الخالـق .. اضطــر الوالــد إلى أن يعــود إلى المنــزل
ربمــا نسي شيئــا ً مهمـا ً
و يــدخل المنــزل .. ثم يسيــر باتجـاه غــرفته
و ببـــطـئ ..
ببــطئ ..
ليســـمع ماذا
آآآآآآآآه .. أحبــك
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
و يفتـــح الباب ..
ليتفــاجئ بعـرضه .. يهتـــك
بعـــزته .. تسلــب
بشخص سافل حقيــر .. ينام على وســادته
و يلتحـــف بلحــافه
و الأدهـــى و الأمــّـر .. مع مـــن
مع من ااتمنــــها على عرضه و حاله و اسمه و بيته و ... ابنتــــه ...
مع و بكــل بساطة .. ساقطــة حقيرة
طـــــاآلق .. قالهــا
و طلّق تلك الشريرة .. بعد أن أبـــرحها ضربــا ً
و بينمــا تلك المسكينــة حبيسة الغرفة المظلمــة
فتح البــاب ..
و التفتت مستغـــربة .. فلم يحن موعد الافــراج بعد
لتتـــفاجأ .. بوالـــدها
و قد اغـــرورقـت عينـاه دمـوعا ً
و هو يتأســف منهــا ..
فجـــرت نحوه مســرعة .. و قطرات دموعها تتطــاير خلفها
و عانقتــه بحرارة
و هي تشعر بدفئــه الذي كان قد تجمــــد
أخذت تبكــي بشدة ..
و دون انقطــاع .. أخيـــرا ً ارتاحــت روحها
و عرفت في هذه اللحظــة أنها كرهت أمها الحقيقية التي تركتها
دون أن تسأل عنها حتى ..
كرهتـــها من كل قلبهــا .. فهي ليست هنا الآن
و لا تشعـــر بهــا ..
تلك الأم التي خرجت هي من رحمها .. نستهـــا
و ستنساها هي الآن .. و ستنسى دفئ أحضانها القديــم ..
و انتهـــت بذلك فصــول العــذاب و الآلام
و رفع الوالـــد دعوة قضــائية على تلك السافلــة
لكنها باءت بالفشــل
و لكنها أيضا أخذت ذنب العار الذي ألحقته .. و سجنت بتهمة ارتكاب الفــاحشة
و نفــذ عليها الحكـــم
بعد 7 شهــور من الحادثة
تزوج الوالـــد من امرأة .. أروع من رائــعة .. أروع من تلك الفــاجرة .. و أروع من أمها الحقيقية التي نستهـــا .. و تركتها طوال الفترة السابقة .. غير آبه بحــال ابنتها
كان لتلك المرأة 3 أطفــال ..
أصبحوا كأخوة رؤى و شقيقة
أصبحـــت الحيــاة أروع لها الآن .. مع اخوتهــا الأشقاء و غير الأشقــاء
أصبحـــت و أخيرا .. كالعصفــور المغرد السعيـــد
الذي ينشد سعيــدا ً أغاريــد الصباح مع أشعة الشمس الدافئــة
رؤى الآن .. شابـة رائـعة
ذات 18 ربيـــعا ً
تتطلــــع للالتحـــاق بكليــة طب الأسنــان
و بــذلك ..
تكون قد انتهــت فصــول الحكـــاية ..
..×..
ربـــما أحسســـتم بأنها كالفيــلم الدرامـي .. حقــا ً
لا تبـــدو كقصـة واقعيــة
أبـــدا ً
لكنهـــا للأسف واقعيــة .. و إني وربي لأعرف رؤى
معــرفة ً وطيـــدة
فهـــي أقــرب إلي من الشقيقـــة
أرجــو في الختــام أن لا أكون قد أثقلــت عليكــم .. و أن تكونوا قد تقبلتــم ما قلته
و أسأل ربي أن يوقــف هذا الظلــم الذي نراه
فما ذنب هؤلاء الأطفــال الصغار أن يقاسون كل هذا
و يتعـــذبون عذابا ً .. ربنا أعلم بصـــلابتــه
أحببــت فقــط أن أنتقـــل لكم .. تلك الآه التي خرجت من حنجــرتي
فحقــــا ً .. تألمت لها
و ربنـــا الكريم .. يأخذ حق كل عبد له
و لا يهمـــل عبده